ذكر انه يوم اليرموك وعندما تقابل الجيشان المسلم
بقيادة خالد بن الوليد والرومي بقيادة الأمير جرجا
قبل التحام الجيوش وبدء المعركة خرج جرجا
واستدعى خالد بن الوليد للمبارزة وهذا كان تقليد قبل بدء المعارك
فجاء إليه حتى اختلفت أعناق فرسيهما أي اقتربت وقال يا خالد:
اخبرني فاصدقن القول فلا تكذبني فان الحر لا يكذب
ولا تخادعني فان الكريم لا يخادع
هل انزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاك إياه
فلا تسله على احد إلا هزمته ورد القائد المسلم
الذي يتمتع بذكاء خارق وبلاغة بالحديث مؤثرا على من أمامه قال: لا
قل: جرجا فلم سميت بسف الله المسلول
رد خالد بن الوليد مجيبا بكل الصدق والصراحة والوضوح
لمن أمامه ونوايا الدعوة ونشر دين الحق بنواياه قال:
إن الله بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا منه وناينا أي ابتعدنا عنه
جميعا ثم إن بعضنا صدقه وتبعه وبعضنا كذبه وباعده
فكنت فيمن كذبه وباعده ثم إن الله اخذ بقلوبنا ونواصينا
فهدانا وبايعناه فقال لي ويقصد الرسول صلى الله عليه وسلم
( أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين )
ودعا لي بالنصر فسميت سيف الله المسلول
فقال جرجا: يا خالد إلام تدعون
فرد عليه قائلا: إلى شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله
والإقرار إلى ما جاء به من عند الله وطاعته
قال جرجا: فمن لم يجبكم قال: الجزية
فقال جرجا: فان لم يعطها قال خالد رضي الله عنه وأرضاه نقاتله ونؤذيه
بأمر الله فقال جرجا وهو مستأنس ومطمئن لمن أمامه
ما منزلة من يجيبكم ويدخل في هذا الأمر قال القائد المسلم :
منزلتنا واحده شريفنا و وضيعنا وأولنا وأخرنا رد جرجا
قائلا: هل لمن دخل فيكم اليوم من الأجر كمن مثل ما لكم من الأجر
والذخر قال نعم وأفضل قال وكيف يساويكم وقد سبقتموه
فقال خالد إنا قبلنا هذا الأمر عنوة وبايعنا نبينا وهو حي
بين أظهرنا تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتاب ويرينا الآيات
وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا ان يسلم ويبايع
أما انتم فلم تروا ما رأينا ولم تسمعوا ما سمعنا
من العجائب والحجج فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية
كان أفضل منا فقال جرجا لقد صدقتني وما خادعتني
وقال خالد والله لقد صدقتك والله ولي ما سالت عنه
وعلى الفور قلب جرجا الترس أي ما يحمله للوقاية من السيوف
ومال مع خالد وقال علمني الإسلام فمال به خالد إلى جهته
وصب عليه قربة من الماء بقصد غسله للطهارة ثم صلى به ركعتين
وعند التحام الجيشان قاتل جرجا مع المسلمين وقضى مسلما مجاهدا
شهيدا في سبيل الله في نفس اليوم
ولم يصلي سوى الركعتين مع خالد بن الوليد